شعار الجوال منصة السهول شعار الجوال ابيض منصة السهول
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • الفيديو
  • المناسبات
  • شيلات
  • القصائد
  • الخدمات
الإشعار
  • الرئيسيةالرئيسية
  • الأخبار
  • الفيديو
  • شيلات
  • اهتماماتي
  • محفوظاتي
  • سجل التصفح
  • حسابي
منصة السهولمنصة السهول
Font ResizerAa
  • الرئيسيةالرئيسية
  • الأخبار
  • الفيديو
  • شيلات
  • اهتماماتي
  • محفوظاتي
  • سجل التصفح
  • حسابي
بحث
  • وصول سريع
    • الرئيسية
    • فهرس المدونة
    • السجل التصفح
    • محفوظاتي
    • اهتماماتي
    • المحتوى المفضل لي

جديد المنشورات

استكشف جديد المنشورات على المنصة
هل نجلاء عبدالعزيز من قبيلة السهول؟

هل نجلاء عبدالعزيز من قبيلة السهول؟

عمرو بن معد يكرب الفارس الذي قاتل في القادسية وعمره فوق المئة

عمرو بن معد يكرب الفارس الذي قاتل في القادسية وعمره فوق المئة

كم عدد قبيلة السهول؟

كم عدد قبيلة السهول؟

ابقَ على تواصل

تابعنا على شبكات التواصل
Tiktokتابع
Snapchatيشترك
عندك حساب في المنصة ؟ تسجيل الدخول
جميع الحقوق محفوظة لمنصة السهول 2025

عمرو بن معد يكرب الفارس الذي قاتل في القادسية وعمره فوق المئة

آخر تحديث 2025/06/14 9:02 م
24.5k مشاهدة
مشاركة
مشاركة


نشأة عمرو بن معديكرب

في قلب الجزيرة العربية، حيث تتقاطع الرمال مع السيوف، وُلد أحد أشهر فرسان العرب، عمرو بن معد يكرب الزبيدي، في نحو 75 قبل الهجرة، الموافق لسنة 547 ميلادية، في منطقة “تثليث”، إحدى ديار قبيلته “زبيد” من قبائل مذحج. لم يكن مولده عادياً، بل كان بداية لقصة فارس سيتردد اسمه في بطون الكتب وألسنة الرواة، كأحد الرموز المشرقة للفروسية، والشجاعة، والبيان، والسيف القاطع الذي لا يهاب الوغى.

Contents
نشأة عمرو بن معديكربإسلام عمرو بن معد يكرب وردّته وعودته للجهادعمرو بن معد يكرب في معركة نهاوند ونيله الشهادةعمرو بن معد يكرب الأديب والشاعر وأثره في الثقافة العربية
- إعلان -

ينتمي عمرو بن معد يكرب إلى قبيلة زبيد، وهي من بطون مذحج القحطانية، التي كانت لها مكانة عظيمة في الجاهلية، حيث عرف عنها الفروسية والشدة، وكان من أبرز فرسانها وساداتها عمرو نفسه. أما نسبه، فهو: عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر، وينتهي نسبه إلى كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهذا النسب العريق كان له صداه في الجاهلية والإسلام.

نشأ عمرو في ديار قومه، في تثليث، وهي منطقة في نجد، تقع على بعد يومين من جرش، وثلاث مراحل ونصف من نجران. وقد وصفها أبو محمد الهمداني قائلاً: “تثليث لبني زبيد، وهم فيها إلى اليوم، وبها كان مسكن عمرو بن معد يكرب الزبيدي”، بل يضيف أن له فيها حصناً ونخلاً، مما يدل على مكانته الاجتماعية وقوته الاقتصادية في قومه. كان فارساً ذا شوكة، وصاحب رأي وقيادة، حتى إن بعض المؤرخين عده في طبقة من يقود الجيوش لا مجرد محارب شجاع.

ومن صلاته بأهل الفروسية والبطولة، أن أخته ريحانة كانت زوجة الصمة الأصغر، فولدت له دريد بن الصمة وعبد الله، ودريد من أشهر فرسان العرب أيضاً. كما أن عمرو كان ابن خالة الزبرقان بن بدر، أحد فرسان تميم وأشرافها، في إشارة إلى اتساع شبكة المصاهرة والقرابة بين عمرو وبيوتات الشرف والبطولة في الجاهلية.

امتاز عمرو منذ صغره بسرعة البديهة، والحزم، والصلابة، وكانت له مشاركات مبكرة في غارات الجاهلية، حيث اشتهر بها بين العرب، وكان له في ذلك خبرة واسعة، وأثر عظيم في ترسيخ صورته كفارس لا يُشق له غبار. لم يكن مجرد محارب، بل كان كذلك شاعراً وخطيباً، يروي أخبار المعارك، ويتغنى ببطولاته ومبادئه. وكان الناس يهابون ذكره، ويحسبون له ألف حساب، حتى قيل: “كان الصمصامة إذا ذُكرت، ذُكر عمرو بن معد يكرب”.

أما سيفه الشهير، “الصمصامة”، فقد كان يُضرب به المثل في القطع والدقة، حتى قيل إن الصمصامة لا تُجرب إلا مرة واحدة، لأنها تقطع من الضربة الأولى، وهي ما زالت في غمدها. وقد عرف هذا السيف بأنه من أمضى سيوف العرب، وورثه عمرو من قومه أو حصل عليه من غنائم معاركه، وكان يفتخر به في شعره وخطبه، ويُرهب به خصومه.

وقد اشتهر عمرو كذلك بلباسه الحربي الفاخر، وعتاده المصقول، وجواده المعروف، وكان لا يُرى في المعركة إلا وهو في مقدمة الصفوف، ممتطيًا جواده، ممسكًا بصمصامته، يصول ويجول، ويحث قومه على القتال والشدّة. كانت روحه الفروسية متجذرة فيه، يكره الذل، ولا يقبل الهوان، وكان في ذلك مثالًا للفارس الجاهلي الذي يقدّم حريته وكرامته على كل شيء.

في هذا الجو من الفروسية والتقاليد الصارمة، كبر عمرو، وتشكّل وعيه، واستعد للانتقال من دور الغارات القبلية إلى دور أعظم، حيث سيلتقي بالنور الجديد، نور الإسلام، الذي سيغير حياته ويقلب موازين فكره وسلوكه، ويحوّل طاقته الحربية إلى جهاد في سبيل الله لا في سبيل العصبية أو الغنيمة. ولعل تلك النقلة كانت من أبرز التحولات في حياته، والتي سنراها في الجزء التالي من هذه السيرة الملحمية.

إسلام عمرو بن معد يكرب وردّته وعودته للجهاد

مع بداية بزوغ شمس الإسلام، كان صوت الدعوة قد بدأ يتردد في الحجاز ومناطق الجزيرة. وسمع عمرو بن معد يكرب بما يُقال عن رجل من قريش يُدعى محمد بن عبد الله ﷺ، يدعو إلى دين جديد، ويحمل رسالة التوحيد، ويزعم النبوة. لم يكن عمرو من أولئك الذين يهاجمون الشيء قبل أن يعرفوه، بل كان عقلانيًّا شجاعًا، فقال لصديقه قيس بن مكشوح المرادي: “قد ذُكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد، قد خرج بالحجاز، يقول: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى ننظر أمره، فإن كان نبياً كما يقول، فإنه لن يخفي عليك، كان غير ذلك، علمنا”. لكن قيس تردد ورفض الذهاب، فقرر عمرو أن ينطلق وحده إلى المدينة.

دخل عمرو المدينة، وكان رجلاً جسيماً مهيباً، ونزل عند الصحابي سعد بن عبادة الذي أكرمه، ثم أخذه إلى النبي ﷺ، وهناك أسلم عمرو، وقيل إنه دخل مع وفد من قومه بني زبيد في السنة التاسعة للهجرة، فأسلموا جميعًا، ورجعوا إلى بلادهم وقد دخل النور قلوبهم.

لكن ما إن توفي النبي ﷺ حتى كانت فتنة الردّة قد اجتاحت جزيرة العرب، وارتد كثير من الناس، إما رجوعًا إلى العصبية، أو طمعًا في السيادة، أو جهلًا بمكانة النبي الكريم. وكان عمرو من بين من ارتدّ، ربما تأثرًا بقومه أو بأحداث مربكة، لكنه لم يلبث أن رجع إلى الإسلام وتاب، وعاد أقوى وأشدّ التزامًا، وندم على فعلته، وأقسم أن يكفر عن ردته بالجهاد في سبيل الله.

هنا تبدأ مرحلة جديدة في حياة عمرو، مرحلة لا تقل بطولة عن أيام الجاهلية، بل تفوقها في الإخلاص والرسوخ. بعثه الخليفة أبو بكر الصديق إلى جبهة الشام، حيث كان المسلمون يواجهون جيوش الروم. وهناك في معركة اليرموك، قاتل عمرو ببسالة منقطعة النظير، حتى أُصيب في عينه، وفقد بصرها، لكنه استمر في القتال وكأن شيئًا لم يكن. في هذه المعركة رأى الناس من عمرو ما كانوا يسمعون به في قصص الجاهلية، لكنه الآن يقاتل لنصرة دين الله، لا للفخر أو الحمية.

ولما تولى عمر بن الخطاب الخلافة، أعاد توجيه عمرو إلى العراق، وأرسله إلى سعد بن أبي وقاص ليشارك في المعارك ضد الفرس. وحين طلب سعد مددًا، كتب إليه عمر قائلاً: “إني أمددتك برجلين، كل منهما بألف رجل: عمرو بن معد يكرب، وطليحة بن خويلد”.

ولم يكن هذا المديح من فراغ. فعندما اندلعت معركة القادسية، رمى عمرو بنفسه في قلب المعركة، وكان يتقدم المقاتلين ويضرب بسيفه “الصمصامة” ضربًا شديدًا، حتى كانت جثث الفرس تتساقط من حوله. كان يحمّس المسلمين بقوله: “يا معشر المهاجرين، كونوا أسودًا أشدّاء، فإن الفارس إذا ألقى رمحه يئس”، وكأنها شرارة تشعل عزائم الجند.

رآه أحد جنود الفرس يشجّع أصحابه، فأطلق عليه سهمًا، أصاب قوسه ولم يصبه، فهجم عليه عمرو وطعنه حتى قتله، ثم حمله بين صفوف المسلمين ليكون عبرة لأعدائهم، وقال: “اصنعوا هكذا”.

ويذكر في بعض الروايات أن عمرو كان شديد العزيمة، حتى إن بعض قادة المسلمين قال عنه: “ما رأينا فارسًا مثله، يسبق الفرس بجواده، ويسبق الموت بقلبه”.

كان لعمرو حضور كبير في كل موقعة خاضها، لكنه لم يكن مجرد مقاتل، بل كان رمزًا للإخلاص والتوبة، مثالًا للفارس الذي عرف الحق بعدما ذاق مرارة التردد، فتمسك به حتى صار من أركان الجهاد في الدولة الإسلامية الناشئة.

ولم تنتهِ رحلته عند القادسية، بل شارك بعد ذلك في فتوح مصر، ثم كان على رأس المجاهدين في نهاوند، وهي آخر المعارك الكبرى في الفتح الفارسي، والتي سنفصل فيها في الجزء التالي.

عمرو بن معد يكرب في معركة نهاوند ونيله الشهادة

بعد أن بزغ نجم عمرو بن معد يكرب في اليرموك، وأظهر بطولة منقطعة النظير في القادسية، لم يهدأ له بال ولم يرتضِ أن يكون من القاعدين، بل ظلّ في ميادين القتال حتى ختام حياته. وكانت آخر محطاته البطولية هي معركة نهاوند، تلك المعركة المصيرية التي كانت بحقّ “فتح الفتوح” كما أسماها المؤرخون، لأنها قضت على النفوذ الفارسي المتبقي في بلاد العراق وفارس.

قصة نهاوند تبدأ حين علم المسلمون أن بقايا الجيوش الساسانية قد تحصنت في مدينة نهاوند (جنوب غربي إيران حاليًا)، فكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى النعمان بن مقرن المزني، وولّاه قيادة الجيش، وأوصاه أن يستشير عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد، قائلاً: “استشرهما ولا تولّهما من الأمر شيئًا، فإن كل صانع أعلم بصناعته”. وكان عمر يعلم أن في الفروسية والقتال، لا يُجارى عمرو ولا يُدانى.

سار جيش المسلمين إلى نهاوند في سنة 21 هـ، وكان عددهم نحو ثلاثين ألفًا، مقابل مئة وخمسين ألفًا من الفرس، بحسب بعض الروايات. أدرك عمرو أن المعركة ستكون فاصلة، وأنها قد تكون نهايته، لكنه لم يهاب الموت. بل كانت روحه تشتاق للشهادة، كما قال مرارًا: “اللهم ارزقني شهادة في سبيلك تُرضيك عني”.

حين بدأ القتال، وقف عمرو كعادته في الصف الأول، يرتدي درعه، يشد من أزر الرجال، يحمّسهم بكلماته، ويضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات. وصفه المؤرخون بأنه “كان لا يقر له قرار في أرض المعركة”، يتنقل بين الصفوف، يضرب بسيفه “الصمصامة”، يُفلق به رؤوس الأعداء، حتى تكسرت أطرافه وتقطعت أوصاله من كثرة الجراح، لكنه ظل يقاتل دون أن يتراجع أو يُظهر ضعفًا.

في إحدى الهجمات، اشتد القتال على المسلمين، حتى خاف بعضهم أن ينهار الصف، فوقف عمرو، ونادى بأعلى صوته: “يا أهل الإسلام، هذا يومكم! هذا يوم يُرفع فيه لواء الله أو يُطوى، فاثبتوا، فإن الصبر مفتاح النصر”. ثم اندفع يضرب فيهم، حتى قيل إنه قتل يومها أكثر من ثلاثين فارسًا بيده، قبل أن يُثخن بالجراح.

وفي خضم المعركة، جاءت الضربة التي أنهت حياة هذا الفارس الأسطوري. طعنه أحد جنود الفرس في مقتل، لكنه مع ذلك أمسك به وأسقطه، ثم سقط على الأرض وهو ينزف، رافعًا رأسه نحو السماء، قائلاً: “اللهم تقبّل مني، فقد وفيت”. فلفظ أنفاسه الأخيرة، شهيدًا في سبيل الله، بعد عمر ناهز التسعين عامًا، وربما أكثر، كما تشير بعض الروايات التي ترجح أنه قُتل وعمره 93 أو حتى 110 سنوات.

وكان في هذه المعركة أيضًا النعمان بن مقرن قائد المسلمين، الذي قُتل قبيل النصر بلحظات، ومعه طليحة بن خويلد. فكانت نهاوند معركة الشهداء بحق. لكن، ما إن سقط هؤلاء الأبطال حتى ازداد المسلمون حماسة، وهاجموا الفرس هجومًا كاسحًا، حتى دخلوا الحصن، وقضوا على الجيش الفارسي، وفتح الله على المسلمين، وتحقق وعد النصر.

قُتل عمرو بن معد يكرب في نهاوند، لكن ذكراه بقيت حية، وسيرته ظلت تتناقلها الأجيال، ليس فقط لفروسيته وشجاعته، بل لأنه مثال للرجال الذين صقلتهم الجاهلية، وربّاهم الإسلام، فأصبحوا أعمدة في بنيان هذه الأمة.

ويكفي عمرو فخرًا، أن عمر بن الخطاب استشاره في الميدان، رغم أنه لم يولّه قيادة، وهذا دليل على ثقة أمير المؤمنين به. وأنه قاتل في ثلاث جبهات من أعظم جبهات الإسلام: في الشام، والعراق، وفارس. وبهذا خُتمت حياته بالسيف، وهو الذي عاش له، وبه مجّد، وبه ختم الله له بالشهادة.

ولا ننسى أن عمرو لم يكن فقط مقاتلاً، بل كان شاعرًا وخطيبًا، وأديبًا ذا بيان،

عمرو بن معد يكرب الأديب والشاعر وأثره في الثقافة العربية

بعيدًا عن السيوف والمعارك، وقريبًا من القلوب والعقول، يبرز وجه آخر من وجوه عمرو بن معد يكرب الزبيدي، الفارس الذي كان لا يقل سيفه بلاغة عن لسانه، ولا تغيب عن شعره ملامح الحرب والكرامة والشجاعة والوفاء. لقد كان عمرو شاعرًا مجيدًا، وبيانه كان كبيان السيوف في وقعها، يتردد في مجالس العرب، ويُضرب به المثل، ويكشف عن عقلية فذة لم تكن محصورة في ساحات القتال فقط، بل تجاوزت ذلك إلى ميادين الحكمة والأدب.

عرف عن عمرو فصاحته، وقوة لسانه، وغزارة شعره، وقد رُويت له قصائد عديدة منها ما وصل إلينا محفوظًا، ومنها ما ضاع مع الزمن، لكن ما تبقى منه كافٍ ليجعلنا نرى الصورة الكاملة لفارس متكامل، يمتطي صهوة الجواد، ويحمل الصمصامة، وفي الوقت ذاته ينشد الشعر كأنه أحد فحول العصر.

من أشهر قصائده التي يفتخر فيها بفروسيته، قوله:

أعاذل عدتي بدني ورمحي

وكل مقلص سلس القياد

أعاذل إنما أفني شبابي

إجابتي الصريخ إلى المنادي

هذه الأبيات تصور عمرو وهو يفخر بتجرده للجهاد، ويكشف عن نذر حياته للنجدة والمروءة، ويتحدث عن تضحيته بشبابه في سبيل نصرة المستغيثين، فهو لا يرى الجمال ولا الراحة في الثياب أو الدنيا، بل في ساحات المعارك والبطولة.

وفي قصيدة أخرى له شهيرة، تتضح فلسفته حول الجمال، والكرم، والشجاعة، وقيم الرجال، وهي من عيون الشعر العربي، وفيها يقول:

ليس الجمال بمئزرٍ

فاعلم، وإن رُديت بردا

إن الجمال معادنٌ

ومناقبٌ أورثن مجدا

هنا يقدم لنا عمرو مبدأ إنسانيًّا عظيمًا، وهو أن المظهر لا يُغني عن الجوهر، وأن الشرف والمروءة والجمال الحقيقي هي القيم والأخلاق والمواقف، لا الملابس والمظاهر. وهذه الفكرة ما تزال تتردد حتى اليوم، دليلاً على عمق رؤيته، وسبق فكره.

ويقول في أبيات أخرى تعبر عن شدته، وثباته، ورؤية الفارس الذي تمرس بالموت:

كم من أخٍ ليَ صالحٍ

بوّأتهُ بيديّ لحدا

ما إنْ جزعتُ ولا هلعتُ

ولا يردّ بكاي زندا

ويُظهر في هذه الأبيات صلابته في المصائب، وثباته أمام الموت، ووفاءه لأصحابه، وأنه كان يُدفن من يحب بيده، دون أن ينهار أو يجزع، فهو رجل اختار الطريق الوعر، وسلك درب الشهداء.

أما عن فلسفته في المصير، فيقول:

أريد حياته ويريد قتلي

عذيرك من خليلك من مرادي

فيختصر مشاعر الخيانة والحسرة في بيت واحد، ينضح قوة وشعورًا، ويصور لنا كيف أن بعض القلوب قد تحمل الحقد في زمنٍ يطلب فيه الحب والوفاء.

إلى جانب شعره، كان عمرو خطيبًا بليغًا، عُرف عنه حُسن المنطق وقوة الحُجّة، وإذا تكلم في مجلس سكت الناس له، وإن استشهد بخبر أقنع، وإذا روى موقفًا عسكريًا جعل السامع كأنه يعيش اللحظة. وقد رويت له خطب في الجهاد، وفي وصاياه للجنود قبل المعارك، تُظهر رجاحة عقله، وثقته بالله، وإخلاصه في نصرة الإسلام.

ورغم أنه عاش في الجاهلية، وتأثر بأجوائها من حروب وغارات، إلا أن الإسلام صقله، وهذّب موهبته، فصار شعره أكثر سموًا، وأقرب إلى القيم الخالدة، بعيدًا عن العصبية والغرور، وأكثر اقترابًا من مفاهيم الفداء، والإيمان، والتضحية.

بل إن حياته كلها صارت أنموذجًا للفارس المسلم، الذي جمع بين شجاعة الجاهلية، ونور الإسلام. فارسٌ تاب من ردة عابرة، فصدق، وأخلص، ومات شهيدًا. وأديبٌ تحدّث الناس بشعره بعد أن سكت سيفه، وما زالوا يفعلون.

وبهذا، يكون عمرو بن معد يكرب قد ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ العرب والمسلمين، ليس فقط كسيفٍ من سيوف المعارك، بل كقلمٍ ناطق، ولسانٍ بليغ، وأسطورة متكاملة جمعت الفروسية والأدب، الجهاد والشعر، الشجاعة والحكمة.

رحم الله عمرو، فقد مضى، لكن بقي صدى صمصامته يتردد، وشعره يُتلى، وسيرته تُروى جيلًا بعد جيل.

شارك هذه المقالة
Whatsapp Whatsapp نسخ الرابط
مشاركة

مقترح لك

خريطة القبائل العربية الاصلية - منصة السهول

الخريطة الأصلية لقبائل العرب

34.5k مشاهدة
منصة السهول

منصة السهول هي منصة رقمية تهتم بتوثيق ونشر أخبار قبيلة السهول ومناسباتها، وتسلط الضوء على القصائد، الشيلات، والتغطيات الإعلامية بمحتوى منسّق وموثوق. 

  • روابط مهمة :
  • تواصل معنا
  • خدمات التصميم
  • عن القبيلة
  • سياسة الخدمات

روابط سريعة

  • محتوى مقترح لك
  • اهتماماتي
  • سجل التصفح
  • المنشورات المحفوظة

من نحن

  • من نحن
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
  • سياسة النشر

جميع الحقوق محفوظة لمنصة السهول 2025